للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكر وعمر، والطعن في الصحابة، وانتقاصهم، والقدح فيهم فمن هنا حرص الأئمة على بيان عقيدتهم في شأن الصحابة، ومن هؤلاء الشافعي رحمه الله تعالى.

الصحابة لهم من الفضل ما ليس لأحد من بعدهم: (١) أورد البيهقي عن الشافعي أنه قال: " أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل، وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحمهم الله، وهنأهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، فهم أدوا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وشاهدوه والوحي ينزل عليه، فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاما وخاصا، وعزما وإرشادا وعرفوا سنته ما عرفنا وجهلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وأمر استدرك به علم واستنبط به، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا والله أعلم " (١).

التعليق على هذا النص المبارك: لقد بين لنا الإمام الشافعي رفيع منزلة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دينا وعلما وعملا واجتهادا وفهما للنصوص وأنهم يقدمون ويفضلون على جميع الأمة على الإطلاق ومن أهم ما يتضمنه هذا النص:


(١) مناقب الشافعي ١/ ٤٤٢.