للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين كثر المسلمون، وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه، ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله؛ لئلا يظهر في المسجد ويؤدي إلى المحذور، ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين، وحرفوهما حتى التقيا حتى لا يمكن أحد من استقبال القبر " (١).

وجاء في الباعث في إنكار البدع والحوادث: ص ١٠٣: " فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها ويرجون البراء والشفاء من قبلها وينوطون بها المسامير والخرق، فهي ذات أنواط فاقطعوها ".

شبهة وجوابها:

لقد استدل القبورية على جواز بناء المساجد على القبور، بقصة أصحاب الكهف، حيث اتخذ قومهم لهم مسجدا. وأجاب عن هذه الشبهة الحافظ ابن كثير بجوابين:

الأول: أن هذا عمل الكفار والمشركين فليس بحجة.

والثاني: على فرض أن هذا عمل المسلمين ولكنهم غير محمودين في هذا العمل (٢).


(١) شرح صحيح مسلم ٥/ ١٣، ١٤.
(٢) انظر: تفسير ابن كثير ٣/ ٧٨.