للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأما أهل المصر ومن حول المساجد الجوامع فلا مشقة عليهم في الإتيان إلى الجمعة، وأداء فريضتها؛ لوجوبها على الأعيان الذين يسمعون النداء، أو يقربون من محل إقامة الجمعة، فقد ورد الأمر بالإتيان إليها عند النداء بقول الله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} (١) فهذا الخطاب عام لكل من سمع النداء أو كان قريبا من محل الصلاة، ولا مخصص له.

ولما ورد من الوعيد الشديد في ترك الجمعة، كقوله صلى الله عليه وسلم: «من ترك الجمعة ثلاث مرار من غير عذر طبع الله على قلبه (٢)»، رواه أحمد وغيره عن جابر " وإسناده حسن.

ومثله حديث أبي الجعد الضمري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه (٣)»، رواه أحمد وغيره، وحسنه الترمذي.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين (٤)» رواه مسلم عن ابن عمر وأبي هريرة.

وروى النسائي عن حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم


(١) سورة الجمعة الآية ٩
(٢) هو في مسند أحمد برقم ٤٥٥٩، وسنن النسائي الكبرى برقم ١٦٥٧، وابن ماجه ١١٢٦، وصحيح ابن خزيمة ١٨٥٦.
(٣) كما في المسند برقم ١٥٤٧٦، وسنن أبي داود ١٠٥٢، والنسائي ١٣٧٠، والترمذي ٥٠٠.
(٤) هو في صحيح مسلم برقم ٨٦٥.