للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكمة في تذييل آيات الأمر

بالمعروف والنهي عن المنكر

للدكتور حسين بن محمد شريف هاشم (١).

[المقدمة]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

فإن القرآن حبل الله الممدود، وعهده المعهود، وظله العميم، وصراطه المستقيم، هو حجة الله وعهده، ووعده ووعيده، به يعلم الله الجاهل ويعمل العاقل، وينتبه الساهي، ويتذكر اللاهي، بشير الثواب نذير العقاب فطوبى لمن جعل القرآن مصباح قلبه ومفتاح لبه، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (٢).

فإن الله اصطفى لهذه الأمة محمدا صلى الله عليه وسلم من


(١) الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بجازان.
(٢) سورة طه الآية ١١٣