للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمة الإسلام حالها يهتم بالدعوة إلى الخير وأفرادها كذلك، فكل عضو في هذه الأمة همه الدعوة إلى الخير، والقيام به آناء الليل وأطراف النهار؛ فلذا كتب الله لهم الفلاح وبشرهم به، فتجد في حياتهم الراحة والأنس مع أنهم يجهدون أنفسهم ويبذلون أوقاتهم وأموالهم ويسخرون كل ما آتاهم الله من فضله في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ذلك بسبب ما حباهم الله به من هذه البشارة.

وأما في الآخرة فهم وفد الرحمن؛ لقوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} (١) تتقدمهم الملائكة وتبشرهم، ويؤمنهم الله من الفزع الأكبر؛ لقوله: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} (٢) فالرحمن سبحانه وعدهم بأنه سيجعل لهم ودا؛ لقوله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} (٣).

ومما يدل على مكانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (٤)


(١) سورة مريم الآية ٨٥
(٢) سورة النمل الآية ٨٩
(٣) سورة مريم الآية ٩٦
(٤) سورة آل عمران الآية ١١٠