للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو هريرة: نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل إلى الإسلام.

وقال ابن عباس: هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وشهدوا بدرا والحديبية.

وقال عمر: من فعل فعلهم كان مثلهم (١).

نالت هذه الأمة الخيرية والتفضيل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ولذا فقد بشر الله بهذه الأمة في الكتب السابقة وبين بأنها خير أمة؛ لأن المنقادين إلى الله منهم أكثر؛ ولأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهم أفشى، ومتى ما قل فيهم الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي: بمعنى يتركون الأمر ويرون المنكر ولا يغيرونه فإن ما ميزهم الله به من التفضيل يزول ويحل محله ما يكون سببا في دمارهم وهلاكهم.

وختم الله الآية بقوله: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (٢) لأن ذلك التفضيل قد كان لأهل الكتاب؛ لقوله: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (٣)، يذكرهم نعمه التي أنعم بها على آبائهم: اصطفاؤه منهم الرسل وإنزاله عليهم الكتب، واستنقاذه إياهم مما كانوا فيه من البلاء من فرعون وقومه، إلى التمكين لهم في الأرض وتفجير عيون الماء من الحجر وإطعام


(١) تفسير القرطبي ٤/ ١٧٠.
(٢) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٣) سورة البقرة الآية ٤٧