للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المن والسلوى. فأمر جل ثناؤه أعقابهم أن يكونوا على ذكر من هذا التفضيل والتكريم، وألا ينسوا نعم الله إلى آبائهم فيحل بهم من النقم ما حل بمن نسي نعمه وكفرها.

على العالمين أي. عالمي زمانهم وهم آباؤهم الذين كانوا في عصر موسى وبعده قبل أن يغيروا. وتفضيل الآباء شرف الأبناء، فقد غمر أهل الكتاب من اليهود والنصارى هذا التفضيل، فنبههم الله بقوله: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ} (١) وفي هذا إشارة إلى إمكان تحصيلهم على هذا الفضل والشرف مع ما فيه من التعريف بهم؛ لأنهم مترددون في اتباع الإسلام، وعلى سبيل المثال: وفد نجران ترددوا في أمر الإسلام، فقد ذكر المفسرون أن وفد نجران لما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملاعنة، قال لهم العاقب: لا نلاعنه فوالله لئن كان نبيا فلاعننا لا نفلح أبدا، ولا عقبنا من بعدنا، فلم يجيبوا إلى المباهلة وعدلوا إلى المصالحة.

وفائدة التذييل في هذه الآية: كون الحق عز وجل نوه في أول الآية باليهود والنصارى؛ لأنهم مختلطون بالمسلمين في المدينة، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان، والإيمان خير لهم، فقال: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} (٢) من أجل أن يعلمهم بما يبعث في نفوسهم الخير (٣).

خيرا لهم في الدنيا والآخرة، ثم بين الله فقال: {مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (٤)


(١) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٢) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٣) تفسير القاسمي ٢/ ١١٤، ١٢٠.
(٤) سورة آل عمران الآية ١١٠