للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالسهر والحمى (١)»

يأمرون الناس أن يعبدوا الله ويوحدوه، فهو المستحق للعبادة وحده دون سواه، ويأمرونهم بكل ما استحسنه الشرع، وينهونهم عن الشرك وعبادة الأصنام والأوثان وكل ما استقبحه الشرع فإنهم يحذرون الناس منه مع قيامهم الدائم ومحافظتهم على الصلاة بسننها وشروطها وواجباتها، فإن من يحافظ على السنن الرواتب بعد الصلوات من شأنه أن يحافظ على رأس المال وهو الفرض الواجب عليه من الصلوات الخمس مع امتثالهم لله في أدائهم لهذه الفرائض على الوجه الكامل متأسين في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتفين أثره ومستنين بسنته، من أجل حصولهم على رحمة الله التي وعدهم بها في قوله: {سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ} (٢)

وختم الله عز وجل هذه الآية بقوله: إن الله عزيز حكيم وفي ذلك فوائد جليلة، منها:

الله جل جلاله هو العزيز الذي يعز أولياءه، فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (٣) فإنهم لما آمنوا بالله كتب لهم العزة فقال: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (٤)، ونصره لأوليائه في الدنيا بإيتائهم الآيات البينات كما قال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} (٥)


(١) الحديث من صحيح مسلم، كتاب البر والصلة، باب تراحم المؤمنين (٢٥٨٦) ٣/ ١٩٩٩.
(٢) سورة التوبة الآية ٧١
(٣) سورة المنافقون الآية ٨
(٤) سورة غافر الآية ٥١
(٥) سورة الأنعام الآية ٨٣