للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بين الصديقية والنبوة.

فالصديق كثير الصدق فهو الصادق في أقواله، وأفعاله، وأحواله، المصدق بكل ما أمر بالتصديق به، وإبراهيم عليه السلام أفضل الأنبياء كلهم، بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (١) وقد أمرنا الله عز وجل بالمجاهدة في الالتزام بدينه حق الالتزام فقال: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} (٢)، فأمرنا الله بأن نتبع ملة أبينا إبراهيم فقال: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} (٣) أي: اتبعوا ملة أبيكم، أو نصب على الاختصاص، أي: أعني بالدين ملة أبيكم وسماه أبا وإن لم يكن أبا للأمة كلها؛ لأنه أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبا لأمته؛ لأن أمة الرسول في حكم أولاده (٤).

وورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد (٥)»، فإبراهيم عليه الصلاة والسلام أبونا كما قال تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} (٦) ورسولنا صلى الله عليه وسلم من سلالته.

وفي حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: سمعت


(١) تفسير السعدي ٥/ ١١٠.
(٢) سورة الحج الآية ٧٨
(٣) سورة الحج الآية ٧٨
(٤) تفسير النسفي ٣/ ١١٢.
(٥) الحديث من سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب كراهة استقبال القبلة (٨) ١/ ١٨.
(٦) سورة الحج الآية ٧٨