للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يثقل على ألسنتهم؛ ويوضح ذلك سيبويه بقوله: " اعلم أن التضعيف يثقل على ألسنتهم، وأن اختلاف الحروف أخف عليهم من أن يكون من موضع واحد، ألا ترى أنهم لم يجيئوا بشيء من الثلاثة على مثال الخمسة، نحو: ضربب ولم يجئ (فعلل) ولا (فعلل) ولا (فعلل) إلا قليلا ولم يبنوهن على (فعالل) كراهية التضعيف، وذلك لأنه يثقل عليهم أن يستعملوا ألسنتهم من موضع واحد ثم يعودوا له، فلما صار ذلك تعبا عليهم أن يداركوا في موضع واحد، ولا تكون مهلة كرهوه وأدغموا؛ لتكون رفعة واحدة، وكان أخف على ألسنتهم مما ذكرت لك " (١)، ولذا كان ابن عصفور يشبه عودة اللسان للنطق بالحرف الثاني إلى


(١) الكتاب ٢/ ٣٩٧، ٣٩٨. وانظر: المفصل ٥٤٥. اللباب ٢/ ٤٦٩. شرح الشافية ٣/ ٢٣٨، ٢٣٩.