أي: من (فعل) الذي هو مماثل لأحد أوزان الفعل، وكذلك عندما بنوا اسما من (رد) على وزن (فعل) قالوا: رد بالإدغام، لأنه جاء -أيضا- على وزن مماثل لوزن من أوزان الفعل " وكان القياس أن يدغم ما هو على (فعل) كشرر وقصص وعدد لموازنة الفعل، لكنه لما كان الإدغام لمشابهة الفعل الثقيل، وكان مثل هذا الاسم في غاية الخفة؛ لكونه مفتوح الفاء والعين. . . تركوا الإدغام "(١).
ب- إدغام المثلين المتحركين الجائز: وإنما كان حكم الإدغام هنا جائزا لأن اتصال المثلين ببعضهما ليس بلازم لأن كل واحد منهما في كلمة مستقلة، فلا يلزم أن يلاقي أول الكلمة الثانية آخر الكلمة الأولى، فكان اجتماع المثلين هنا عارضا، إضافة إلى أنهما متحركان، ولكن ومع أن هذا هو الحكم العام في كل مثلين متحركين التقيا وهما منفصلان إلا أن هنالك مراتب يتدرج فيها إدغام هذين المثلين من الأحسن إلى الحسن إلى الممتنع، وملاك الأمر في ذلك هو ما يحيط المثلين من حركة أو سكون، وتوضيح ذلك فيما يلي:
المرتبة الحسنى: وهي التي يقع فيها المثلان بين حروف
(١) شرح الشافية ٣/ ٢٤٢. وانظر: الكتاب ٢/ ٣٩٩. المقتضب ١/ ٢٠٠. الأصول ٣/ ٤٠٦.