للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعظم إبعادا له عن الله من الكبائر. وما كان من ذلك لا يبطل الصلاة فهو مكروه وإخراج القراءة عن كونها على الوجه المشروع عدول عن السنة، ورغبة عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته. وربما رفع صوته بذلك فآذى سامعيه وأغرى الناس بذمه والوقيعة فيه، وجمع على نفسه طاعة إبليس، ومخالفة السنة، وارتكاب شر الأمور ومحدثاتها، وتعذيب نفسه، وإضاعة الوقت، وآذى نفسه، وآذى المصلين، وهتك عرضه. انتهى المراد منه.

وأما السؤال عن اعتبار ما يوحيه الشيطان إلى بعض المبتلين بالوسوسة من أن الصلاة في الجماعة رياء.

فالجواب عنه: أن ذلك لا يجوز اعتباره، ولا يبيح التخلف عن الجماعة، بل إنما هو من دعوة الشيطان إلى الإعراض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما كيفية الخلاص من الوسوسة في الصلاة، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها ما رواه مسلم في "كتاب الطب " من صحيحه عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه «أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب. فإذا أحسست به فتعوذ


(١) صحيح مسلم السلام (٢٢٠٣)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٢١٦).