للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكي عن ابن عباس والكلبي ومقاتل: " أن الموت والحياة جسمان، فجعل الموت في هيئة كبش لا يمر بشيء ولا يجد ريحه إلا مات " (١).

قال ابن تيمية: " والأرواح مخلوقة بلا شك، وهي لا تعدم، ولا تفنى ولكن موتها بمفارقة الأبدان، وعند النفخة الثانية تعاد الأرواح إلي الأبدان " (٢).

قال ابن أبي العز: " والصواب أن يقال: موت النفس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها، فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت، وإن أريد أنها تعدم وتفنى بالكلية فهي لا تموت بهذا الاعتبار، بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب. . . وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} (٣) وتلك الموتة هي مفارقة الروح للجسد " (٤).

ثم قال ابن أبي العز: " فالتحقيق: أن النفس تطلق على أمور، وكذلك الروح، فيتحد مدلولهما تارة، ويختلف تارة، فالنفس تطلق على الروح، ولكن غالب ما يسمى نفسا إذا كانت متصلة بالبدن، وأما إذا أخذت مجردة فتسمية الروح أغلب عليها " (٥).


(١) تفسير القرطبي، جـ١٨، ص٢٠٦ - ٢٠٧.
(٢) مجموع الفتاوى، جـ٤، ص٢٧٩.
(٣) سورة الدخان الآية ٥٦
(٤) شرح العقيدة الطحاوية، ص٤٤٦.
(٥) شرح العقيدة الطحاوية، ص٤٤٤.