للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر ابن حجر أقوالا كثيرة ومنها قوله: (وقالت طائفة: بل الذبح على حقيقته، والمذبوح: متولي الموت، وكلهم يعرفه، لأنه الذي تولى قبض أرواحهم). قلت: وارتضى هذا بعض المتأخرين وحمل قوله " هو الموت الذي وكل بنا " على أن المراد به ملك الموت؛ لأنه هو الذي وكل بهم في الدنيا كما قال تعالى في سورة ألم السجدة {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (١) (٢).

أما حديث الكبش فقد أخرجه البخاري بسنده من حديث أبي سعيد الخدري قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد: يا أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت وكلهم قد رآه، ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم: هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: وهؤلاء في غفلة الدنيا- (٥)».

وعلى أية حال فالموت مخلوق سواء كان هو انفصال الروح أو


(١) سورة السجدة الآية ١١
(٢) فتح الباري، جـ ١١، ص٤٢١.
(٣) صحيح البخاري، (فتح الباري، جـ٨، ص٤٢٨، رقم ٤٧٣٠).
(٤) سورة مريم الآية ٣٩ (٣) {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ}
(٥) سورة مريم الآية ٣٩ (٤) {وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}