للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسلاسل، والجحيم والحميم، وغضب الرحمن الرحيم، فتتفرق روحه في جسده، وتعصى وتأبى الخروج، فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم، قائلين لهم: {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ} (١) الآية، أي: اليوم تهانون غاية الإهانة كما كنتم تكذبون على الله وتستكبرون عن اتباع آياته والانقياد لرسله " (٢).

وهذا فيه دلالة على أن شدة سكرات الموت على الكافرين والمشركين أعظم منها على المؤمنين الطائعين، بل إنها على الشهيد مثل القرصة وهذا فيه دلالة على فضل الشهيد. .

يقول أبو حامد الغزالى: ". . . فلا تسأل عن كربه وألمه، حتى قالوا: إن الموت لأشد من ضرب بالسيف، ونشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض، ولذا ينقطع صوت الميت وصياحه من شدة ألمه، فالألم قد هدم كل قوة وأضعف كل جارحة، فلم يترك له قوة الاستعانة لا بعقله ولا بلسانه " (٣).


(١) سورة الأنعام الآية ٩٣
(٢) تفسير ابن كثير، جـ٣، ص٢٩٥.
(٣) الموت هادم اللذات، ص٢٩، ط الأولى، ١٤١٥هـ.