للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاعتبار، بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب) (١).

وقال: (الروح ذات قائمة بنفسها تصعد وتنزل، وتتصل وتنفصل وتخرج وتذهب وتجيء، وتتحرك وتسكن، وعلى هذا أكثر من مائة دليل. . . وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بالدخول والخروج والقبض والتوفي والرجوع، وصعودها إلى السماء، وفتح أبوابها لها وغلقها عنها، فقال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} (٢)، وقال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (٣) {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} (٤) {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} (٥) {وَادْخُلِي جَنَّتِي} (٦). وهذا يقال لها عند المفارقة للجسد. وقال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} (٧) {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (٨). فأخبر أنه سوى النفس كما أخبر أنه سوى البدن في قوله {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} (٩)، فهو سبحانه سوى نفس الإنسان كما سوى بدنه، بل سوى بدنه كالقالب لنفسه، فتسوية البدن تابع لتسوية النفس، والبدن موضوع لها كالقلب لما هو موضوع له، ومن هاهنا يعلم أنها تأخذ من بدنها


(١) الروح لابن القيم، ص٤٦، ط المدني.
(٢) سورة الأنعام الآية ٩٣
(٣) سورة الفجر الآية ٢٧
(٤) سورة الفجر الآية ٢٨
(٥) سورة الفجر الآية ٢٩
(٦) سورة الفجر الآية ٣٠
(٧) سورة الشمس الآية ٧
(٨) سورة الشمس الآية ٨
(٩) سورة الانفطار الآية ٧