للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهي الوفاة إذن حين يأخذهم النعاس؛ هي الوفاة في صورة من صورها بما يعتري الحواس من غفلة، وما يعتري الحس من غفلة، وما يعتري العقل من سكون، وما يعتري الوعي من سبات- أي انقطاع- وهو السر الذي لا يعلم البشر كيف يحدث، وإن عرفوا ظواهره وآثاره، وهو " الغيب " في صورة من صوره الكثيرة المحيطة بالإنسان. . وهؤلاء هم البشر مجردين من كل حول وطول- حتى من الوعي- ها هم أولاء في سبات وانقطاع عن الحياة، ها هم أولاء في قبضة الله- كما هم دائما في الحقيقة- لا يردهم إلى الصحوة والحياة الكاملة إلا إرادة الله. . .) (١).

ثم يقول: والنوم انقطاع عن الحس والوعي والشعور، فهو سبات. . . (٢)

وقال ابن كثير على الآية {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (٣) السنة هي الوسن والنعاس ولذلك قال: {وَلَا نَوْمٌ} (٤) لأنه أقوى من السنة. . . (٥)

وهو حالة طبيعية تتعطل معها القوى بسبب ترقي البخارات إلى الدماغ. وفي المصباح: النوم غشية ثقيلة تهجم على القلب فتقطعه عن المعرفة بالأشياء، ولذلك قيل: أنه آفة، لأن النوم أخو الموت (٦). وهو


(١) في ظلال القرآن، جـ٢، ص ١١٢١.
(٢) في ظلال القرآن، جـ٥، ص ٢٥٦٩.
(٣) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٤) سورة البقرة الآية ٢٥٥
(٥) تفسير ابن كثير، جـ١، ص ٤٥٥.
(٦) التعاريف للمناوي، جـ ٢، ص ٧١٣، التعاريف للجرجاني، جـ٢، ص ٣١٧.