للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موتها فتلك لم يصفها بإمساك ولا بإرسال، بل هي قسم ثالث. . .؛ لأنه سبحانه أخبر بوفاتين: وفاة كبرى وهي وفاة الموت، ووفاة صغرى وهي وفاة النوم، وقسم الأرواح قسمين: قسم قضى عليها الموت فأمسكها عنده، وهي التي توفاها وفاة موت، وقسم لها بقية أجل فردها إلى جسدها إلى استكمال أجلها. . .).

وقال ابن القيم: (والتحقيق: أن الآية تتناول النوعين فإنه سبحانه ذكر وفاتين، وفاة نوم، ووفاة موت، وذكر إمساك المتوفاة وإرسال الأخرى، ومعلوم أنه سبحانه يمسك كل نفس ميت سواء مات في النوم أو في اليقظة، ويرسل نفس من لم يمت فقوله {يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} (١) يتناول من مات في اليقظة ومن مات في المنام. . .) (٢).

وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ} (٣).

قال ابن القيم: وفيها ثلاثة أدلة:

أحدها: الإخبار بتوفي الأنفس بالليل.

الثاني: بعثها إلى أجسادها بالنهار.

الثالث: توفي الملائكة له عند الموت (٤).


(١) سورة الزمر الآية ٤٢
(٢) الروح لابن القيم، ص ٢٧.
(٣) سورة الأنعام الآية ٦٠
(٤) الروح، ص ٢٤٠.