للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال: قال بعض السلف: إن الأرواح تتلاقى في الهواء فتتعارف أو تتذاكر فيأتيها ملك الرؤيا بما هو لاقيها من خير أو شر، قال: وقد وكل الله بالرؤيا الصادقة ملكا علمه وألهمه معرفة كل نفس بعينها واسمها ومنقلبها في دينها ودنياها وطبعها ومعارفها، لا يشتبه عليه منها شيء، ولا يغلط فيها فتأتيه نسخة من علم غيب الله من أم الكتاب بما هو مصيب لهذا الإنسان من خير وشر في دينه ودنياه قدمه أو يقدمه، وينذره من معصية ارتكبها أو هم بها، ويحذره من مكروه انعقدت أسبابه ليعارض تلك الأسباب بأسباب تدفعها، ولغير ذلك من الحكم والمصالح التي جعلها الله في الرؤيا نعمة، ورحمة، وأحيانا تذكيرا وتعريفا، وجعل أحد طرق ذلك؛ تلاقي الأرواح وتذاكرها وتعارفها وكم من كانت توبته وصلاحه وزهده وإقباله على الآخرة عن منام رآه أو رؤي له، وكم ممن استغنى وأصاب كنزا دفينا عن منام. .) (١).

أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف (٢)».


(١) الروح، ص ٤٢، ٤٣.
(٢) صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة، (فتح الباري، جـ ٦، ص ٣٦٩، رقم ٣٣٣٦)، صحيح مسلم، كتاب البر، باب الأرواح جنود مجندة، (شرح مسلم للنووي، جـ١٦، ص ١٨٥).