للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معصية، إلا أنه لا يدع النظر، فقال: أي توبة هذه؟!).

قال جرير: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة؟ فقال: «اصرف بصرك (١)». (٢)

الثاني: آيات الحجاب، فهي أمر صريح بالتزام الحجاب لأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم وبناته، ونساء المؤمنين في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} (٣).

قال ابن عطية الأندلسي في تفسيره: " لما كانت عادة العربيات التبذل في معنى الحجبة، وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء، وكان ذلك داعية إلى نظر الرجل إليهن، وتشعب الفكر فيهن، أمر الله تعالى رسوله عليه الصلاة والسلام، بأمرهن بإدناء الجلابيب ليقع سترهن، ويبين الفرق بين الحرائر والإماء، فيعرف الحرائر بسترهن، فيكف عن معارضتهن، من كان غزلا أو شابا.

وروي أنه كان في المدينة قوم يجلسون على الصعدات، لرؤية النساء ومعارضتهن ومراودتهن، فنزلت الآية بسبب ذلك، والجلباب ثوب أكبر من الخمار، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه الرداء، واختلف الناس في صورة إدنائه، فقال ابن عباس وعبيدة السلماني: (ذلك أن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة، تبصر بها)


(١) صحيح مسلم الآداب (٢١٥٩)، سنن الترمذي الأدب (٢٧٧٦)، سنن أبو داود النكاح (٢١٤٨)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٦١)، سنن الدارمي الاستئذان (٢٦٤٣).
(٢) مجموع: رسائل في الحجاب والسفور: حجاب المرأة ولباسها في الصلاة لابن تيمية ص ٢٦ - ٢٩.
(٣) سورة الأحزاب الآية ٥٩