للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه هلاكه وخسارته، فيصرف الله عنه ذلك، ولا يعطيه ما يريد، لعلمه المحيط سبحانه بما يلحق بعبده المؤمن من جرائه لو أوتيه، ولا شك أن صرف ذلك عنه عطاء من الله سبحانه لهذا العبد، خير مما سأل؛ لأنه لا يدري عواقبه، والعبد المسكين كان يريد بدعائه ذلك الخير والمنفعة، والله عز وجل أعطاه سؤله من الخير، وحقق له ما يريد من تلك المنفعة بصرف ذلك عنه، وتعويضه ما هو خير له في الدنيا والآخرة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم: إذا نكثر، قال: الله أكثر (١)».

وقد جاء في الأحاديث الشريفة ما يدل على أن الله سبحانه قد يستجيب خاصة - إن جاز التعبير - لبعض من عباده، أو يعطيهم ما أرادوه، ويعنى عناية خاصة بدعائهم، ومن هؤلاء: الوالد إذا دعا لولده أو عليه، والمظلوم على من ظلمه، والمسافر في سفره.

قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده (٢)».


(١) أخرجه الترمذي في الدعوات، باب انتظار الفرج ٥/ ٥٦٦، وقال: حسن صحيح غريب، والحاكم في المستدرك ١/ ٤٩٣.
(٢) أخرجه أبو داود في الصلاة، باب الدعاء بظهر الغيب ٢/ ٨٩، والترمذي في البر والصلة، باب ما جاء في دعوة الوالدين ٤/ ٢٧٧، وابن ماجه في الدعاء، باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم ٢/ ١٢٧٠، وأحمد في المسند ٢/ ٥١٧، وسنده صحيح من حديث أبي هريرة.