للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية: «ودعوة الوالد لولده (١)»، ودعوة المظلوم لا ترد، وليس بينها وبين الله حجاب، «ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن نبهه إلى ذلك وقال له فيما أوصاه: واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب (٢)».

فليتق الله أولئك الذين يظلمون الناس، بالليل والنهار، وليخش الذين يتخوضون في أموال الناس، ويستطيلون في أعراضهم ظلما وعدوانا، أن يحل بهم سخط الله ومقته، فما قوضت عروش الأكاسرة والقياصرة إلا بسبب من ظلمهم وبغيهم، وما أخذ الله الأمم، وأتى بنيانهم من القواعد، إلا بظلمهم، وما ربك بظلام للعبيد.

ودعوة المسافر دعوة مستجابة، وكأنه - والله أعلم - لبعده عن الأهل والعشيرة، وخوفه من أهوال الطريق، وتعرضه لمشاق السفر، وعنائه، أصبح قلبه معلقا بالله سبحانه، قريبا منه، منتظرا لفرجه ولطفه، ومن كان قريبا من الله كان الله قريبا منه، ولا بد أن يكون هذا السفر من الأسفار المشروعة حتى يكون صاحبه مجاب الدعوة، مسموع الدعاء، قريبا من رحمة الله.

وربما تأكد رجاء الإجابة إذا كان السفر طاعة وقربى، كسفر الحج، والجهاد، والدعوة في سبيل الله.

ودعوة الوالد لولده أو عليه مستجابة أيضا، بما للوالدين من


(١) أخرجها ابن ماجه ٢/ ١٢٧٠.
(٢) أخرجه البخاري في الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء ٣/ ٤٥٥، ومسلم في الإيمان باب الدعاء إلى الشهادتين ١/ ٥٠.