للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحقوق العظيمة على أبنائهم، وقد قرن الله الأمر بالإحسان إليهما بالأمر بعبادته وحده، والنهي عن الإشراك به، وذلك قول الله عز ذكره: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (١).

وممن تجاب دعوتهم: المضطر الذي أحوجه الحال من خوف أو مرض أو فقر أو نازلة إلى اللجوء إلى الله سبحانه والتضرع إليه (٢).

قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ} (٣).

قال الشوكاني: " واللام في المضطر للجنس لا للاستغراق، فقد لا يجاب بعض المضطرين لمانع يمنع من ذلك، بسبب يحدثه العبد يحول بينه وبن إجابة دعائه " (٤).

ونحوه في روح المعاني، فإنه قيد الإجابة للمضطر بالمشيئة، وحمل اللام في الآية على الجنس (٥).

ودعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب، مما ترجى إجابته لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك الموكل: ولك بمثل (٦)».


(١) سورة النساء الآية ٣٦
(٢) انظر: الكشاف للزمخشري ٣/ ٣٧٦.
(٣) سورة النمل الآية ٦٢
(٤) فتح القدير ٤/ ١٤٦.
(٥) ٢٠/ ٧.
(٦) أخرجه مسلم في الذكر والدعاء، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب ٤/ ٢٠٩٤، وأبو داود في الصلاة باب الدعاء بظهر الغيب ٢/ ٨٩، والبخاري في الأدب المفرد (٦٢٥) وابن أبي شيبة ١٠/ ١٩٧ من حديث أبي الدرداء.