للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو كناية عن التولي والفرار، وشأن الفار أن يكون مدبرا، ومن ذلك قوله سبحانه: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (١)، وهو كسابقه.

ومن ذلك قوله عز ذكره: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} (٢)، أي ولى، أو جاء بعده النهار.

وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم سئل أي الدعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبة (٣)». والمقصود بدبر الصلوات المكتوبة بعد الفراغ منها، أو قبيل التسليم.

وفي الحديث أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: «. . أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك (٤)» وهذا محتمل للمعنيين كما سبق.

وفي حديث عقبة بن عامر قال: «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة (٥)».


(١) سورة القمر الآية ٤٥
(٢) سورة المدثر الآية ٣٣
(٣) أخرجه الترمذي في الدعوات، باب (٧٩) ٥/ ٥٢٧، وقال: هذا حديث حسن، والطبراني في الدعاء ٢/ ٨٤٢، وتقدم.
(٤) سنن النسائي السهو (١٣٠٣)، سنن أبو داود الصلاة (١٥٢٢)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٢٤٧).
(٥) أخرجه أبو داود في الوتر باب في الاستغفار ٢/ ٨٦، والترمذي في فضائل القرآن، باب ما جاء في المعوذتين ٥/ ١٧١، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في الصلاة باب الأمر بقراءة المعوذتين بعد التسليم من الصلاة ٣/ ٦١.