للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا في خارج الصلاة بعد الفراغ منها.

ومن ذلك حديث أبي هريرة في فقراء المهاجرين الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: «ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم، فقال: وما ذاك؟ قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة (١)».

وفي رواية للبخاري: «تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين (٢)».

"ودبر الصلاة" هنا: معناه بعد التسليم كما بين في الرواية الأخرى.

ومما سبق يتضح أن "دبر الصلاة" يراد به آخر الصلاة، بعد التشهد ويراد به أيضا بعد السلام والفراغ من الصلاة، وعليه فإن ما جاء من الحديث من دعائه صلى الله عليه وسلم دبر الصلاة يكون


(١) أخرجه البخاري في الدعوات باب الدعاء بعد الصلاة ١١/ ١٣٢، ومسلم في المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة ١/ ٤١٦.
(٢) في الأذان، باب الذكر بعد الصلاة ٢/ ٤١٣.