للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشيء، يقال: تفكر إذا ردد قلبه معتبرا " (١).

فالتفكر: (جولان العقل في طريق استفادة علم صحيح) (٢).

ومن المعنى اللغوي ندرك أن التفكر عمل قلبي مستمر، ومناطه العقل، وهو عملية لا تقصد بذاتها وإنما بما يحصله المرء منها، وهو العمل والطاعة، ولذلك فسر مجاهد - رحمه الله - قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٣) قال: يطيعون (٤)، فالتفكر مآله الطاعة والتسليم والانقياد لله رب العالمين، وإلا فلا فائدة منه.

قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: (التفكر هو أن يعمل الإنسان فكره في الأمر حتى يصل فيه إلى نتيجة، وقد أمر الله تعالى به وحض عليه في كتابه لما يتوصل إليه الإنسان به من المطالب العالية والإيمان واليقين) (٥).

والتفكر يحتاج إلى شيء من الصبر والتكلف، وتصرف القلب في طلب المعنى، ومبدأ ذلك معنى يخطره الله تعالى على بال الإنسان فيطلب متعلقاته التي فيها بيان عنه من كل وجه يمكن منه (٦).


(١) ابن فارس، معجم مقايس اللغة، ج ٤، ص ٤٤٦.
(٢) الطاهر ابن عاشور، التحرير والتنوير، جـ ٤، ص ٢٤٤
(٣) سورة النحل الآية ٤٤
(٤) ابن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج ٤ ص ١١
(٥) ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، ج ٢، ص ٢٤٤
(٦) البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، ج ٤، ص ١١