للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويثبت ولا ينمحي فيذهب أثره من القلب جملة، والتفكر يفيد تكثير العلم واستجلاب ما ليس حاصلا عند القلب) (١).

والتفكر من العبادات التي تتطلب صفاء النفس والقدرة على طرد الأفكار والهواجس التي تعيق التفكر. وقد سئل بعض العلماء ما الذي يفتح الفكر؟ قال: اجتماع الهم؛ لأن العبد إذا اجتمع همه فكر، فإذا فكر نظر، فإذا نظر أبصر، فإذا أبصر عمل (٢).

واجتماع الهم يتطلب من المرء أن يخلو بنفسه، ليكون ذلك أدعى إلى التفكر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (لا بد من أوقات ينفرد بها المرء بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وتفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره، فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه، إما في بيته كما قال طاوس: نعم صومعة الرجل بيته يكف فيها بصره ولسانه، وإما في غير بيته) (٣).

وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي: (التمس وجود الفكر في مواطن الخلوات) (٤) وقد جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله «ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (٥)».


(١) المرجع السابق، ج١، ص ١٨٣
(٢) انظر: أبا نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء، ج١٠، ص ١٤٤
(٣) انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى ج١٠، ص ٤٢٦
(٤) أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء، ج٩، ص ٢٨٨
(٥) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، رقم الحديث ٦٦٠ ص١٣٢