للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل، كلام المؤمن حكم، وصمته تفكر، ونظره عبرة، وعمله بر) (١).

كما أن التفكر لا يستلزم سكون البدن وعدم تحرك شيء منه، جاء في صحيح البخاري كتاب الأدب، باب من نكت العود في الماء والطين، عن أبي موسى - رضي الله عنه - «أنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حائط من حيطان المدينة، وفي يد النبي - صلى الله عليه وسلم - عود يضرب به بين الماء والطين (٢)» الحديث (٣).

وعن علي - رضي الله عنه - قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة فجعل ينكت الأرض بعود فقال: ليس منكم من أحد إلا وقد فرغ من مقعده من الجنة والنار، فقالوا: أفلا نتكل؟ قال: اعملوا فكل ميسر، ثم قرأ الآية (٥)».

قال ابن حجر - رحمه الله - عند شرح الحديث الأول: (وفقه الترجمة أن ذلك لا يعد من العبث المذموم، لأن ذلك إنما يقع من العاقل عند التفكر في الشيء، ثم لا يستعمله فيما لا يغير تأثيره فيه بخلاف من يتفكر وفي يده سكين فيستعملها في خشبة تكون في البناء


(١) انظر: أبا نعيم حلية الأولياء ج٨، ص٩٨
(٢) صحيح البخاري الأدب (٦٢١٦)، صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة (٢٤٠٣)، سنن الترمذي المناقب (٣٧١٠)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٩٣).
(٣) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب من نكت العود في الماء والطين، رقم الحديث ٦٢١٦ ص ١٣١٧
(٤) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب الرجل ينكت الشيء بيده في الأرض، رقم الحديث ٦٢١٧ ص ١٣١٧، والآية من سورة الليل، الآية (٥).
(٥) سورة الليل الآية ٥ (٤) {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}