للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (١).

إن التفكر في عالم الحيوان، وما أودع الله فيه من أسرار، مطلوب من كل أحد، فكما سخرها الله تعالى، وذللها للإنسان؛ لينتفع بها فكذلك جعلها له آية ليعتبر بها ويتعظ، وكل صنف من عالم الحيوان له أسراره وطبائعه، ومن هذه الأصناف النحل التي جاء ذكرها في القرآن الكريم لبيان مهمتها في الحياة وما يفيد منها الناس، قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} (٢) {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (٣).

قال ابن جرير - رحمه الله -: ((يقول تعالى ذكره إن في إخراج الله من بطون هذه النحل: الشراب المختلف الذي هو شفاء للناس لدلالة وحجة واضحة على من سخر النحل، وهداها لأكل الثمرات التي تأكل، واتخاذها البيوت التي تنحت من الجبال والشجر والعروش، وأخرج من بطونها ما أخرج من الشفاء للناس، أنه الواحد الذي ليس كمثله شيء،


(١) سورة الرعد الآية ٤
(٢) سورة النحل الآية ٦٨
(٣) سورة النحل الآية ٦٩