للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنه لا ينبغي أن يكون له شريك ولا تصبح الألوهية إلا له " (١).

وقال ابن كثير - رحمه الله -: " أي إن في إلهام الله لهذه الدواب الضعيفة الخلقة إلى السلوك في المهامه، والاجتناء من سائر الثمار، ثم جمعها للشمع والعسل، وهو من أطيب الأشياء لآية لقوم يتفكرون في عظمة خالقها ومقدرها ومسخرها وميسرها، فيستدلون بذلك على أنه الفاعل القادر الحكيم العليم الكريم الرحيم " (٢).

وإن من تدبر اختصاص النحل بكل العلوم الدقيقة والأفعال العجيبة حق التدبر علم قطعا أن لا بد من قادر حكيم يلهمها ذلك ويحملها عليه (٣).

واختير وصفى التفكر هنا، لأن الاعتبار بتفصيل ما أجملته الآية في نظام النحل محتاج إلى إعمال فكر دقيق ونظر عميق (٤).

وكما أن الحيوان مدعاة للتفكر فإن النبات بأشكاله وألوانه وثماره وأطواره مدعاة للتفكر والتأمل أيضا، والآيات في ذلك كثيرة جدا، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} (٥) {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (٦)، أي


(١) ابن جرير، جامع البيان، ج ١٤، ص ١٤١.
(٢) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج٢، ص٦٣٥
(٣) انظر: محيي الدين زادة، حاشية زادة على البيضاوي، ج٣، ص ١٨٩.
(٤) انظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج ٧، ص ٢١.
(٥) سورة النحل الآية ١٠
(٦) سورة النحل الآية ١١