للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دلالة وحجة على أنه لا إله إلا الله، كما قال تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} (١).

وإن " من تأمل الحبة تقع في الأرض، وتصل إليها نداوة تنفذ فيها فينشق أعلاها، ويخرج منه ساق الشجرة، وينشق أسفلها فيخرج منه عروقها، ثم تنمو ويخرج منها الأوراق والأزهار والأكمام والثمار، ويشتمل كل منها على أجسام مختلفة الأشكال والطبائع " (٢). من تأمل ذلك علم أن لا بد من قادر حكيم، واستدل بها على عظمة خالقها، وأنه الإله الذي لا تنبغي العبادة إلا له، وهذه الحبة من دلائل البعث، لأنها تدفن في التراب ليس لها ورق ولا غصن ولا ثمر ولا لون ولا طعم ولا حركة، فيمكثها الله في التراب، ثم يحييها فالق الحب والنوى، فيخرجها من الأرض، وكذلك يخرج الموتى وهو على كل شيء قدير (٣).


(١) سورة النمل الآية ٦٠
(٢) محي الدين زاده، حاشية زاده على البيضاوي، ج٣، ص ١٧٠.
(٣) انظر: أبا الشيخ الأصبهاني، كتاب العظمة، ج١، ص٢٨٦.