للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناظر إلى ديار الأمم الغابرة يرى ما وصلوا إليه من قوة وحضارة، فبادوا وأصبحوا عبرة لمن بعدهم، وقد أرشد القرآن العظيم إلى أن هذه الأمم الغابرة كان لهم شأن عظيم في بناء القصور، ونحت الجبال، وأعطاهم الله قوة في أجسامهم، فما أغنى عنهم كل ذلك لما كذبوا بآيات الله واستكبروا عن عبادته، وقالوا: من أشد منا قوة؟ أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة.

وقد قص القرآن الكريم علينا قصص أولئك الأمم: عاد وثمود وقوم نوح وقوم لوط، وغيرهم، وقص علينا نبأ الذين استكبروا وطغوا وتجبروا: فرعون وهامان وقارون وغيرهم، بماذا قابلوا نعم الله عليهم وماذا كان مصيرهم؟.

قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} (١) {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} (٢) {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} (٣) {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} (٤) {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} (٥) {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} (٦) {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} (٧) {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} (٨) {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (٩).

وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الاتعاظ بهؤلاء الأقوام الذين استحقوا مقت الله وغضبه، وفي غزوة تبوك عندما مر عليه الصلاة والسلام على ديار ثمود قال لأصحابه - رضي الله عنهم -: «لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا


(١) سورة الفجر الآية ٦
(٢) سورة الفجر الآية ٧
(٣) سورة الفجر الآية ٨
(٤) سورة الفجر الآية ٩
(٥) سورة الفجر الآية ١٠
(٦) سورة الفجر الآية ١١
(٧) سورة الفجر الآية ١٢
(٨) سورة الفجر الآية ١٣
(٩) سورة الفجر الآية ١٤