للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخوف والبكاء والاعتبار بهم وأن يستعيذ بالله من ذلك " (١).

والاعتبار بقصص الماضين من الأمم والأفراد من أعظم دواعي التفكر، كما قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} (٢) {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (٣)، أي اقصص هذه القصة وغيرها. .، فإن في القصص تفكرا وموعظة فيرجى منه تفكرهم وموعظتهم؛ لأن للأمثال واستحضار النظائر شأنا عظيما في اهتداء النفوس بها وتقريب الأحوال الخفية إلى النفوس الذاهلة أو المتغافلة (٤).


(١) النووي، شرح النووي على صحيح مسلم، ج٩، ص ٣٢١.
(٢) سورة الأعراف الآية ١٧٥
(٣) سورة الأعراف الآية ١٧٦
(٤) ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج٥، ص ١٧٩