للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورحمته بعباده؛ بأن أباح لهم جميع النعم ويسر لهم الوصول إليها بطرق لا تزال تحدث وقتا بعد وقت (١).

إن من أعظم نعم الله على العبد أن يتفكر في مخلوقاته ويتأملها من خلال الآيات القرآنية التي أشارت إليها، كقوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} (٢)، وقوله تعالى: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (٣)، وقوله تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} (٤)، وغيرها من الآيات الدالة على أن الله - جل وعلا - خلق هذه المخلوقات وقدر لها وهداها إلى ما قدر لها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: فقوله سبحانه: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} (٥) يتضمن أنه قدر ما سيكون للمخلوقات وهداها إليه، وعلم ما يحتاج إليه الناس والدواب من الرزق وهدى غيره من الأحياء أن يسوق إليه ذلك الرزق، وخلق الأرض وقدر حاجتها إلى المطر، وقدر السحاب وما يحمله من المطر، وخلق ملائكة ليسوقوا السحاب إلى تلك الأرض فيمطر المطر الذي قدره، وقدر ما ينبت منها من الرزق، وقدر حاجة العباد إلى ذلك الرزق، وهداهم إلى ذلك الرزق وهدى من يسوق ذلك الرزق إليهم)) (٦) فسبحان من بهر بحكمته الألباب ((ففي


(١) السعدي، القواعد الحسان ص٨٦، ٨٧ بتصرف يسير
(٢) سورة النمل الآية ٨٨
(٣) سورة طه الآية ٥٠
(٤) سورة الأعلى الآية ٣
(٥) سورة الأعلى الآية ٣
(٦) ابن تيمية، مجموع الفتاوى، ج١٦، ص ١٣٩