للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل ما خلقه إحسان إلى عباده يشكر عليه، وله فيه حكمة تعود إليه يستحق أن يحمد عليها لذاته)) (١).

ولكل مخلوق حكمة خلق لأجلها، والحكمة الموجودة في المخلوقات أمر يفوق العد والإحصاء.

وهذه المخلوقات كلها تسبح بحمد الله كما قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (٢) وليس تسبيح هذه المخلوقات هو دلالتها على الخالق فقط، بل لها تسبيح آخر لا يفقهه العباد، قال شيخ الإسلام: ((زعم طائفة أن ما ذكر في القرآن من تسبيح المخلوقات هو من هذا الباب، وهو دلالتها على الخالق تعالى، ولكن الصواب أن ثم تسبيحا آخر زائدا على ما فيها من الدلالة)) (٣).

وقد أودع الله في هذه المخلوقات قوة بقدرته تعالى، قال العلماء: " وقد تماسكت الكونيات كلها ولزم كل منها مكانه بقدرة الله تعالى، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} (٤) وقد يكون هذا التماسك بسر أودعه الله الكائنات يعرفه من هيأ الله له من أسباب معرفته من علماء السنن الكونية وغيرهم)) (٥).


(١) ابن تيمية، مجموع الفتاوى، ج٨، ص ٢٠٨
(٢) سورة الإسراء الآية ٤٤
(٣) ابن تيمية، مجموع الفتاوي، ج١٢، ٤٠٦.
(٤) سورة فاطر الآية ٤١
(٥) فتاوى اللجنة الدائمة ج١، ص٢٤، والآية من سورة فاطر، الآية ٤١.