للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد يكون مع هذه الطائفة شيء من الإيمان ولكن غلبت عليهم الغفلة والإعراض، قال ابن كثير - رحمه الله - عند تفسير هذه الآية: " يخبر تعالى عن غفلة أكثر الناس عن التفكر في آيات الله ودلائل توحيده. مما خلقه في السماوات والأرض من كواكب زاهرات ثوابت وسيارات، وأفلاك دائرات والجميع مسخرات، وكم في الأرض من قطع متجاورات، وحدائق وجنات، وجبال راسيات، وبحار زاخرات، وأمواج متلاطمات، وقفار شاسعات، وكم من أحياء وأموات، وحيوان ونبات، وثمرات متشابهة ومختلفة في الطعوم والروائح والألوان والصفات، فسبحان الواحد الأحد خالق أنواع المخلوقات المتفرد بالدوام والبقاء والصمدية للأسماء والصفات " (١).

ولذلك كان على العبد المؤمن أن يحذر أسباب الغفلة والإعراض وأن ينيب إلى ربه، ويرجع إليه ويتفكر في مخلوقاته وآياته، ويستدل بكل آية من آيات الله على قدرة الله وحكمته وعلمه وكماله في أسمائه وصفاته، قال تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} (٢) أي: إن في النظر


(١) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج٢، ص٥٤١.
(٢) سورة سبأ الآية ٩