للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى خلق السماوات والأرض لدلالة - لكل عبد فطن لبيب رجاع إلى الله - على قدرة الله تعالى على بعث الأجساد ووقوع المعاد)) (١).

قال السعدي - رحمه الله -: ((فكلما كان العبد أعظم إنابة إلى الله، كان انتفاعه بالآيات أعظم؛ لأن المنيب مقبل على ربه قد توجهت إرادته وهمته لربه، ورجع إليه في كل أمر من أموره، فصار قريبا من ربه ليس له هم إلا الاشتغال بمرضاته، فيكون نظره للمخلوقات نظر فكر وعبرة، لا نظر غفلة غير نافعة)) (٢).

وقد قضى الله وقدر أن أكثر الناس يغفلون عن آيات الله ولا ينتفعون بها، قال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} (٣) أي: لا يتعظون بها، ولا يعتبرون بها، فلذلك تمر عليهم وتتكرر فلا ينتفعون بها لعدم إقبالهم عليها (٤).

والغفلة لها أسبابها التي تنشأ عنها، وفي العصر الحاضر فإن المدنية والوسائل الحديثة، والضوضاء، وكثرة العمل، وقلة الفراغ، وشغل الناس، وفوضى أذهانهم؛ كل ذلك جعل القليل منهم من يتفكر في نفسه وما حوله، إضافة إلى ذلك إن ابتعاد كثير من الناس عن التفكر يرجع إلى


(١) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج٣، ص٥٧٨
(٢) السعدي، تيسير الكريم الرحمن، ص ٦٢٢.
(٣) سورة يونس الآية ٩٢
(٤) انظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ج٢ص ٤٧٢، وانظر السعدي، تيسر الكريم الرحمن ص ٣٢٩.