تلبسه ببعض المعاصي والآثام التي ألفها وأحبها، ولذلك فإنه يبتعد عن الفكر الذي قد يؤدي إلى التوبة منها أو إلى توبيخ نفسه وتأنيبها، فيظل غارقا في شؤونه دون تفكير في إصلاح نفسه أو أهله أو مجتمعه.
كما أن سبل المعيشة ووسائل الاتصال في العصر الحاضر جعلت كثيرا من الناس لا يجدون فراغا في أوقاتهم، فالأعمال تأخذ حيزا من وقتهم، كما أن وسائل الاتصال والترفيه تأخذ حيزا آخر من وقتهم وتفكيرهم، وتشغلهم عن التفكر في أنفسهم وما حولهم من الحوادث والآيات. وقد تساهم وسائل الاتصال أحيانا عبر برامجها في الحث على التفكر، ولكنها لا تدعو الإنسان إلى أن يستقل بتفكيره، كما أن وقتها قد لا يكون مناسبا عند عرضها؛ مما يقلل من فائدها، وقد لا يكون لدى المتلقي الاستعداد الذهني لتقبلها، وقد لا يكون لديه الصفاء النفسي الذي يحتاجه عند عرضها، فليس كل وقت يناسب للتفكر، وليس كل موضوع يناسب أيضا.