كتاب مجلة البحوث الإسلامية

المطلب الثاني معوقات التفكر - ثالثا الكبر - ج: 66 - ص: 179

وعن ثمود قوم صالح: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ} (١) وعن قوم شعيب {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} (٢) وعن قوم موسى قال تعالى: {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ} (٣).

ومنع الكبر أيضا مشركي قريش في مكة من اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} (٤) والكبر هو الذي صرف المنافقين وصدهم عن الانتفاع بالحق، قال تعالى عن المنافقين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} (٥) فالكبر داء يمنع من قبول الحق كما يمنع من التفكر في آيات

---

(١) سورة الأعراف الآية ٧٥
(٢) سورة الأعراف الآية ٨٨
(٣) سورة العنكبوت الآية ٣٩
(٤) سورة الصافات الآية ٣٥
(٥) سورة المنافقون الآية ٥