للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رادعة لمن يتكلم بعرض آخر، ولم يستطع إثبات كلامه؛ لتبقى الأعراض مصونة، والأنساب محمية، والمجتمعات نقية من أقوال السوء التي توغر الصدور، وتبذر الفجور، فالعقوبة هي السياج المنيع على أعراض الناس من أن تدنس كذبا وبهتانا، وهي الحارس على ألسنة الناس من أن تنطق منكرا من القول وزورا، حتى ينهج الناس في حياتهم وعلاقاتهم منهجا معتدلا سليما.

ومن رحمة الله بعباده أن جعل لمن ابتلي بشيء من هذه مخرجا يطهره مما أصابه من آثار المعاصي والذنوب، فجعل العقوبات التي هي زواجر عن اقتراف المحرمات جوابر من أقيمت عليه، تكفر عنه ما اقترف من الذنوب والخطايا.

فقد روى البخاري (ت ٢٥٦هـ) في صحيحه بسنده عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه (ت ٣٤ هـ) قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس فقال: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، وقرأ هذه الآية كلها (٢)» الحديث.


(١) صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب الحدود كفارة (٤/ ٢٤٧) حديث (٦٧٨٤).
(٢) (١) فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارته. . .