للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سماعه من عمر رضي الله عنه (١).

٢ - أن عرض المقذوف تلوث بكلام القاذف، وهذه معصية تعلق بها حق آدمي، فيجب عليه أن يتوب منها، ومن توبته أن يعلن كذبه بكلامه؛ لأن في ذلك رد اعتبار للمقذوف، وإزالة للتلوث الذي لحق بعرض المقذوف، فتكون توبة القاذف بإكذاب نفسه (٢).

٣ - أن القاذف قذف بلسانه، فتوبته أن يكذب نفسه بلسانه، كالمرتد الذي كفره بلسانه، لا تقبل توبته حتى ينطق بالشهادتين بلسانه (٣).

٤ - أن القاذف حكم بكذبه وفسقه في الظاهر، فلو لم يكذب نفسه، لكان مصرا على الكذب الذي فسق في الظاهر من أجله، فلهذا لا بد في توبته من أن يكذب نفسه، ليزول الوصف الذي فسق من أجله (٤).

ونوقش هذا الاستدلال من وجهين:

الوجه الأول: أن القاذف قد يكون صادقا في قذفه، فتكذيبه


(١) تهذيب التهذيب (٤/ ٨٧).
(٢) المغني لابن قدامة (١٤/ ١٩١)، ونهاية المحتاج (٨/ ٣٠٨).
(٣) الاستذكار لابن عبد البر (٢٢/ ٣٨)، والحاوي للماوردي (١٧/ ٢٨)، ونهاية المحتاج (٨/ ٣٠٨).
(٤) الذخيرة للقرافي (١٠/ ٢٢٠).