للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن مسعود رضي الله عنه أنه لما بلغه أن عثمان أمر بإحراق المصاحف التي تخالف المصحف الإمام ساءه ذلك فقام وخطب وقال من استطاع أن يغل مصحفه فليفعل ثم قرأ {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (١).

٤ - إجماع الأمة: أجمعت الأمة من العصور الأولى على اتباع هذا الرسم، فكما اتفق الصحابة رضي الله عنهم عليه، كذلك اتفق من بعدهم من التابعين وتابعيهم، فلم يخالف أحد منهم في هذا الرسم، ولم ينقل أن أحدا منهم استبدل به رسما آخر من الرسوم التي حدثت في عهد ازدهار التأليف، ونشاط التدوين وتقدم العلوم، بل بقي الرسم العثماني محترما متبعا في كتابة المصاحف لا يمس استقلاله ولا يباح حماه (٢). وقد نقل الإجماع عدد من العلماء كأبي عمرو الداني وابن حجر الهيتمي وابن العربي كما مر في ذكر نصوص العلماء في هذه المسألة.

ونوقش هذا الدليل. بما نوقش به الدليل السابق فليس في الإجماع إن سلم به ما يدل على تحريم ما سواه وكيف يقال بالإجماع وقد زاد التابعون على رسم عثمان النقط والحركات والهمز كما سبق.


(١) سورة آل عمران الآية ١٦١
(٢) ينظر: مناهل العرفان ١/ ٣٧٧، إيقاظ الأعلام ص ١٦، الفتح الرباني للدكتور محمد محمد سالم محيسن ص ٥٩.