للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهذا الرسم وارتضاه عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو الخليفة الراشد، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنة الخلفاء الراشدين بقوله في حديث العرباض بن سارية: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ (١)»

فلا يجوز لنا أن نخالف عمل الخلفاء الراشدين. ولا سيما مثل هذا العمل الذي أقره الصحابة كلهم ولم يخالف منهم أحد، فيكون إجماعا منهم، كما جاء عن مصعب بن سعد قال: "أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين شقق عثمان المصاحف، قال: فأعجب، أو قال: لم يعب ذلك منهم أحد" (٢).

ويناقش هذا الدليل بأننا لو فرضنا التسليم له لحرمنا كتابة النقط والحركات والهمز وعلامات الوقف والوصل وترقيم الآيات وغيرها فذلك مما لم يوجد في مصحف عثمان وقد صح عن عبد الله


(١) سنن الترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة، حديث رقم ٢٦٠٠، سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في لزوم السنة، حديث رقم ٣٩٩١، سنن ابن ماجه في المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين، حديث رقم ٤٢.
(٢) خلق أفعال العباد للبخاري ١/ ٨٦، المقنع للداني ص ٩.