للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معها حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل جبل أحد (١)» وفي هذا بيان أن هذا الاتباع يكون إيمانا واحتسابا؛ لا للرياء والسمعة ولا لغرض آخر، بل يتبع الجنازة إيمانا واحتسابا، إيمانا بأن الله شرع ذلك واحتسابا للأجر عنده سبحانه وتعالى، وفي ضمن ذلك هذه المصالح الكثيرة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «من تبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معها حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع بقيراطين، كل قيراط مثل جبل أحد (٢)» وفي هذا الحديث دلالة على أن التابع لا ينصرف حتى يدفن. بعض الناس قد ينصرف عند وضعها في الأرض، هذا خلاف المشروع، المشروع أنه يبقى مع إخوانه حتى يفرغوا من دفنها، حتى ينتهوا. وفي ذلك أيضا حديث آخر: أنه كان عليه الصلاة والسلام إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل (٣)». فيشرع للمؤمن إذا تبع الجنازة أن يقف عليها بعد الدفن، لا يعجل، يبقى معهم حتى يفرغوا من الدفن، ثم إذا فرغوا يستحب له أن يقف على القبر ويدعو للميت بالمغفرة والثبات، تأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام حيث قال:


(١) رواه الإمام أحمد في (باقي مسند المكثرين) برقم (٩٢٦٦)، والبخاري في (الإيمان) برقم (٤٧)
(٢) صحيح البخاري الإيمان (٤٧)، صحيح مسلم الجنائز (٩٤٥)، سنن الترمذي الجنائز (١٠٤٠)، سنن النسائي الجنائز (١٩٩٧)، سنن أبو داود الجنائز (٣١٦٨)، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٣٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٩٣).
(٣) رواه أبو داود في الجنائز برقم ٣٢٢١