الغرب سبل السيطرة على الشعوب الإسلامية، لكن بعد عقود من الجهود المضنية ظهر أن المخططات الغربية أخطأت الطريق، فأراد المستشرقون تصحيح المسار بما يثبت أقدامهم في حقل الدراسات الإسلامية، ويمكنهم من الإسهام بشكل أو بآخر في توجيه المسلمين، وأدت بهم " السذاجة " إلى أن يجعلوا أنفسهم أندادا لأئمة تفسير القرآن، وظهرت هذه الدعوى بوقاحة في كتاباتهم ابتداءا من عقد السبعينات من القرن العشرين.
وإذا كان التيار البروتستانتي في الكنيسة الغربية قد بنى دعوته "للتجديد الديني في أوربا على اعتبار أن فهم الدين والكتاب المقدس ليس وقفا على رجال الكنيسة وحدهم، وإنما يتجاوزهم إلى غيرهم ممن أوتوا سعة في الأفق ونفاذا في الإدراك، وعمقا في المعرفة والفكر، فلماذا يبقى تفسير القرآن خاصا بعلماء الإسلام وأئمة الدين من المسلمين؟!
من هنا بدأت تلك الدعوى النشاز، إلى دراسة القرآن دراسة أدبية "، كما تدرس الأمم المختلفة عيون آداب اللغات المختلفة، وتلك الدراسة الأدبية لأثر عظيم كهذا القرآن هي ما يجب أن يقوم به الدارسون أولا، وفاء بحق هذا الكتاب، ولو لم يقصدوا الاهتداء به أو الانتفاع بما حوى وشمل، بل هي ما يجب أن يقوم به الدارسون أولا