وحين نرجع إلى " مذاهب التفسير الإسلامي " لجولد تسيهر نجده خصص المبحث الأول عن " المرحلة الأولى للتفسير" للكلام عن القراءات والطعن فيها، وجمع طائفة من المغالطات بشأنها، لينتقل بعد ذلك إلى المبحث الثاني عن " التفسير بالمأثور"، فلم يأت فيه بشيء على الإطلاق؛ لأن غرضه هدم هذا التفسير لطغيان الروايات الواهية عليه، ثم انخرط جولد تسيهر في تفصيل الكلام عن الاتجاهات المنحرفة في التفسير، ويظهر من خلال اهتمامه بها وتوسعه في دراستها أنها كانت مبتغاه الذي لأجله ألف كتابه.
فأفرد فصلا لما اصطلح عليه " التفسير في ضوء العقيدة " أدرج فيه الكلام عن تفسير المعتزلة - أهل الرأي- ثم تفاسير الباطنية قديما وحديثا، سواء كان هؤلاء الباطنية من غلاة المنسوبين إلى التشيع (الإسماعيلية)، أو من " ملاحدة المتصوفة ". . .
ثم خصص فصلا آخر لما أسماه:"التفسير في ضوء الفرق الدينية"، تكلم فيه عن التفسير عند الشيعة الإمامية والإسماعيلية، وأتى فيه بافتراءات كثيرة وافتراضات ساذجة، وخلط بين مقالات وآراء الإمامية والإسماعيلية بطريقة ماكرة. . .
أما الفصل الأخير فقد عنونه ب " التفسير في ضوء التمدن الإسلامي "، وفيه توسع في الكلام عن التفسير عند محمد عبده وتلاميذه الذين سماهم:" المعتزلة المحدثين "، والذي يقرأ هذا الفصل