يرى كيف تتبع تسيهر في صبر وأناة مختلف القضايا التي خالفت فيها مدرسة المنار جمهور أهل السنة في الاعتقاد والفروع، كما يستشف القارئ تلك العاطفة التي غلبت على هذا المستشرق وهو يحرر هذه الفصل، بل إن الملاحظ أن تفسير القرآن الحكيم (المنار)، هو أكثر كتب التفسير ورودا في إحالات جولد تسيهر، هذه الإحالات التي تشمل أجزاء تفسير المنار من الأول حتى الرابع عشر حسب الطبعة القديمة.
ولما جاء المستشرقون المتأخرون وجدوا جولد تسيهر مهد لهم طريق " البحث والدراسة "، ووجدوا في " مذاهب التفسير الإسلامي " دليلا يتبعونه في مجال كتاباتهم عن التفسير، لكنهم زهدوا في التراث التفسيري القديم، الذي اكتفى منه جولد تسيهر بأسماء الكتب، إذ لم يبحث عن غير ذلك، وتوقف هؤلاء المتأخرون عند التفاسير المعاصرة التي لم يعجبهم منها إلا تراث " مدرسة المنار"، فعمد المستشرق جاك جويمير ( J. JOMIER) من رهبان الدومنيكان إلى تسجيل موضوع أطروحته للدكتوراة في السربون في موضوع " مدرسة محمد عبده في تفسير القرآن "، وبعد ذلك نشر بباريس عام ١٩٥٤م كتابا عن " تفسير القرآن عند مدرسة المنار"(١) * ثم نشر عام ١٩٥٨م دراسة عن " الطنطاوي جوهري وتفسيره
(١) J. JOMIER، e commentaire coranique du Manar، G. P، maisonneuve Paris ١٩٥٤