والسبب في اهتمام تسيهر بهذا التراث المنحرف، يرجع إلى ما يراه من أن تفسير هذه الطوائف خضع للتأثير الأجنبي، بخاصة تأثير عقائد أهل الكتاب.
ففي معرض كلامه عن تفسير المعتزلة، قال مشخصا ذلك التأثير:" وقد أمكن في وقت مبكر إثبات أن الأنظار والمسائل العقدية التي كانت محل الاعتبار في القرنين الأولين عند علماء الكلام الإسلاميين، قد برزت تحت تأثير النشاط العقدي داخل الكنائس، والفرق المسيحية الشرقية، لا سيما في سوريا التي تعد المرحلة الأولى في طريق هذا الاحتكاك ".
وقال جولد تسيهر في كلامه عن الباطنية: "والحق أن مبادئ ونظريات المتصوفة وإخوان الصفا مشتركة بين كلتا الدائرتين، ومشتركة كذلك من بعض الجوانب. والوسائل التي يجعلون الإنسان بواسطتها يطمح إلى هدف الكمال أو الخبر الأعلى. . .، وإنما كان ذلك مشتركا بينهما؛ لأن جذورهما جميعا تمتد إلى الأفلاطونية المحدثة وإلى الغنوصية (١).
امتدادا لما درج عليه جولد تسيهر من إعطاء مختلف تفاسير المبتدعة أهمية واضحة؛ وجدنا المستشرقين من بعده في سبيل إدراج