للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا التراث المنحرف الباطل ضمن تاريخ التفسير، ثم تقديمه على أنه النموذج الأمثل لتفسير القرآن، وفي سبيل تلك الغاية وجدنا الدهاء الاستشراقي الماكر بلغ أوجه مع المستشرق بلاشير الذي أجهد نفسه كثيرا من أجل إثبات ما رآه أصلا من أصول التفسير، قرر فيه "أن التفسير في مبدئه بالذات يقر بالقيمة النسبية للشروحات، خاصة عندما تتعلق هذه الشروحات بمقاطع شديدة الغموض، ولقد قبلت التفسيرات المتعددة، كما قبلت القراءات المتعددة، شرط أن تنال هذه التفسيرات تأييد الإجماع. هنا نجد موقفا فكريا، يمدنا بمفاهيم غير متناهية لفهم القرآن في ضوء التطور التاريخي" (١)، وانطلاقا من هذه الرغبة الجامحة في إعلاء التراث التفسيري المنحرف اهتمت دراسات المستشرقين ببعث آثار المبتدعة المنسوبة إلى التفسير، وليس من قبيل المصادفة أن يكتب المستشرق جويدي ت ١٩٤٦م عن " شرح المعتزلة للقرآن "، ويكتب نوييا عن " التفسير القرآني واللغة


(١) بلاشير، القرآن: نزوله وتدوينه. . ص ١١٣.