المجال الثالث: تطلع المستشرقون من خلال هذا المشروع إلى إعادة تشكيل مصحف جديد يعتمد الترتيب النزولي حتى يتسنى لهم إدماج مختلف الضلالات فيه، ورغم استحالة هذا العمل لانقطاع الرواية في شأن زمن نزول الكثير من مقاطع القرآن، فإن هذا الترتيب النزولي استهوى - ولا زال- الكثيرين ممن تهفوا نفوسهم- التي غلبها التعصب- إلى إعادة تشكيل مصحف جديد للمسلمين!!!
أما الأسباب التي برر بها هؤلاء دعوتهم لمراجعة المصحف فهي:
أولا: طريقة جمع المصحف على عهد عثمان - رضي الله عنه - حيث يريد المستشرقون بحث المنهج الذي اتبعه المسلمون للتفريق بين القراءات المتواترة والمشهورة وغيرها من القراءات الشاذة التي استبعدت من المصحف، ويدعي هؤلاء أن الفصل في هذه المسألة لم ينته بعد (١).
ثانيا: أن المصحف العثماني الذي تلقاه المسلمون حتى اليوم لم يكن تدوينه كاملا، لذلك احتاج فيما بعد إلى آراء الفقهاء لبيان الناسخ والمنسوخ، وذلك حرصا على بعض التشريعات التي لم يتضمنها المصحف كعقوبة الرجم.
(١) C. Gilliot، ' exege du Coran in Ency. Universalis، Cor ٦P: ٥٤٧.